السبت، 23 مارس 2013

هل هذا هو الحوار ؟


فاطمة الاغبري
الحوار هو الطريق الأفضل الذي  تلجئ له الأطراف عندما تصل إلى طرق لا يمكن من خلالها حل أي قضية من القضايا التي تعاني منها الأوطان ولكن في اليمن نحن نتميز بكل شيء ليس في الحوار وحسب وإنما في كل شيء وتميزنا هذا ليس تميز ايجابي كما قد يعتقد عند البعض بل تميز سلبي فمثلاً نحن في اليمن أول من يختار رئيس لبلده في انتخابات غير تنافسية ، وأول من يطالب بحاكم مدني فيأتي بعسكري ، وأول من يشجع ويصفق لتدخلات الأجنبية ويفتح لها الباب على مصراعيه.. في اليمن والحق يقال تميزنا عجيب غريب وأخره التميُز في موضوع الحوار الوطني الشامل.

في اليمن سعدنا كثير بموضوع الحوار الوطني لأننا كنا نرى بأنه ومن خلال الشخصيات الوطنية والشبابية التي ستتحاور والتي سيتم اختيارها وفق معاير محددة ستتقارب وجهات النظر وستكون مصلحة الوطن هي الأهم عند جميع الإطراف ولكن مع الأسف الشديد فليس كل شيء نتمناه نجده لأنه ومع الأسف أصبح للقتلة وللفاسدين وأصحاب المصالح الشخصية  مكان في هذا الحوار.. أنا  فعلاً استعجب واستغرب عن أي حوار يمكن أن  نتحدث وأكثر من كانوا سبباً في تدهور الوضع طيلة حكم المخلوع علي عبد الله صالح موجودين فيه حتى الشباب الطامحين لتغيير والذين خرجوا بأعداد كبيرة في أكثر من محافظة يمنية يتواجدون وبأعداد قليله وهذا وبحسب وجهة نظري إن دل على شيء فلا يدل إلا على أن الحوار ليس جاد في التغيير والسير باليمن إلى الأمام وبتالي هم حاولوا وبقدر الإمكان إقصاء اكبر عدد ممكن من الشباب الذين يسعون لمستقبل أفضل وكانوا مستعدين تقديم أرواحهم من اجل التغيير .

وكشباب ثورة كانت لنا مطالب قبل الدخول إلى الحوار الوطني وتمثلت هذه المطالب في أولاً إنهاء انقسام الجيش لأنه لا يمكن أن يكون هناك حوار ناجح في ظل انقسام الجيش بين طرفيين احدهم يمثل النظام السابق والآخر يحسب على الثورة والثوار ثانياً إطلاق سراح المعتقلين والمخفيين قسرياً من شباب الثورة ثالثاً علاج جرحى الثورة الشبابية وكذلك كنا ولا زلنا  نشجع وبقوة النقاط العشرين لتهدئة  التي وضعتها اللجنة الفنية قبل الدخول بأي حوار والتي كان اللقاء المشترك متفاعل معها وفجأة دخل الحوار بدون تحقيق حتى نقطة واحدة منها .

ولا انسي أننا كشباب طبعاً ليس جميع الشباب ولكن من كان إيمانه قوي  بما يقوله  كنا ولا زلنا نرفض وبقوة أن نتحاور مع القتلة لأننا نعتبر ذلك خيانة لدماء الشهداء الذين إذا كانوا موجودين لتألموا كثيراً أن يصل بنا الأمر إلى ذلك  وكل ذلك تحت اسم مصلحة الوطن  .. إن الحوار لا يعني أن تأتي بالقاتل والفاسد والظالم  وتتحاور معه لان ذلك لا يعني سوء استخفاف بعقول الملايين من أبناء هذا الوطن..الحوار لا يعني أن تنشر قوات من الجيش لحماية الوضع في العاصمة صنعاء بينما تترك بقية المحافظات بعيداً عن الحماية .. الحوار لا يعني ا أن يكون في فندق سبعة نجوم .. الحوار لا يعني الدولارات التي تصرف بسخاء للمتحاورين .. الحوار لا يعني الإقصاء والتهميش ولا يعني التواجد الضعيف للمرأة والشباب .. الحوار لا يعني اختيار متحاورين معظمهم ينتمون لعائلة واحدة وكأننا في حوار عائلي بحت  .. الحوار لا يعني أن يختار يوم 18/مارس يوم لانطلاقه لان اختيار ذلك اليوم ماهو إلا محاولة لطمس ذكرى مجزرة الكرامة  التي ذهب ضحيتها ما يقارب 58 شهيداً والعديد من الجرحى .. والحوار لا يعني ممثلين تنطبق عليهم أوصاف(النطيحة والمتردية وما أكل السبع).

أننا وكشباب ثورة لا نعارض الحوار لمجرد المعارضة كما يحاول البعض أن يروج ليمرر كل شيء يريده ولكن نحن لسنا مع حوار يكون بتلك الطريقة فأساس البيت إذا لم يكن قوي ينهار على أصحابه والحوار لابد أن يكون أساسه قوي وأنا هنا لا أنسى بأن هناك من في الحوار من هم وطنيين ولكن مع الأسف فهم بأعداد قليلة نخشى أن لا تستطيع التأثير بين أغلبية لا يسعى بعضها غير لمصلحة الحزب والجماعة والقبيلة  .
في الأخير سؤالي هو هل هذا هو الحوار الذي كنا نطمح له ونرى فيه مستقبل خروج اليمن إلى النور ؟ هل هذا هو الحوار الذي سيقوم على أساسه مستقبل جيل قادم ؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق