الخميس، 31 أكتوبر 2013

دماج ضحية غياب الدولة


دماج ضحية غياب الدولة
فاطمة الاغبري
كُنت قبل سنوات عديدة وخلال الحروب الستة على الحوثيين أستشيط غضباً  وألما لما يحدث لهم من قتل ،وتدمير، واعتقالات واسعة كانت تطالهم بذنب وبدون ذنب وكنا نقف معهم جميعاً لأنه مظلومين وقد ظلموا كثيراً من قبل النظام الذي استخدم معهم قوته العسكرية وهاجمهم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وشرد العديد من الأسر في صعده وحرمهم من ابسط حقوقهم وهو حقهم في الحياة .. المؤلم في كل ذلك حينما يتحول المظلوم إلى ظالم يمارس الظلم الذي  مارسته معه الدولة وبنفس الكيفية .

اليوم صعده تتحكم به جماعة الحوثي (أنصار الله ) وهم الآمرين الناهين هناك وكل ذلك يحدث في ظل غياب هيمنة الدولة التي أصبحت سبب في أن يصل الوضع في دماج إلى ما وصلت له اليوم من اقتتال بين طرفيين غير متكافئين يعتبر الطرف الأقوى الحوثيين ( أنصار الله ) والطرف الأضعف السلفيين ولكن هنا أود أن  أقول بأن السلفيين أيضا ليسوا بملائكة فمن وجهة نظري هم أيضا لا يختلفون  شراسة عن الحوثيين فجميعهم يقتلون الأبرياء تحت اسم الجهاد وجميعهم يشعلون نار الفتنة المذهبية دون تفكير بمغبات ما قد تنتجه مثل تلك الفتن ليس على مستوى صعده وحسب بل على مستوى كل المحافظات اليمنية حيث أصبحت اليوم تتداول هذه العبارة حرب (بين السنة والشيعة) وتداول مثل هذا الكلام هو بحد ذاته إيذان بحرب جديدة ستنتشر كما تنتشر النار في الهشيم وستحرق الأخضر واليابس ولن ترحم احد وهذا ما لا نريد الوصول له ويكفي ما رأينه في العراق من حرب مذهبية لا زالت حتى اليوم يدفع ثمنها الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والشباب وبيوت الله وكذلك ما يحدث في سوريا من حرب مذهبية ونحن في اليمن لا نريد أن نصل إلى ما وصلوا إليه بفعل ما يحدث من اعتداءات بحق أبناء دماج الذين يُحاصرون ويُقتلون بأسلحة الحوثيين الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وهذا أمر مؤلم للغاية وصمت الحكومة الحالية ومعها الرئيس عبدربه حول ما يحدث أمر مخيف جداً وهو يقوي إطراف كثيرة لاستغلال ما يحدث والعمل على إثارة الفتن في اليمن تحت أسماء مختلفة وكذلك هذا ما سيقوي الأطراف التي تريد أن تكون هيبتها فوق هيبة الدولة وأنا هنا أتحدث عن المليشيات المسلحة التي تتبع أطراف كثيرة منها جماعة الحوثي ومشائخ نافذين في الدولة نعرف أكثرهم .
أن قضية دماج قضية إنسانية وهي ليست قضية أبناءها وحدهم بل هي قضية دولة بأكملها وعلى الدولة أن تقف أمام أي انتهاكات من قبل جماعة الحوثي أو حتى من قبل الجماعات السلفية ،وكذلك عليها أن تُوقف كل من يستغلون مثل تلك الأحدث لينفذوا أجندات إقليمية وخارجية  أو ليقنعوا الجميع بأن رحيل المخلوع علي صالح فتح باب الفتن على مصراعيه وبالأخص الفتن المذهبية التي لم نقع بها في يوم من الأيام ولم نتعامل بها رغم كل ما حدث .. في الأخير قضية دماج يجب أن تعالج معالجة جذرية حتى لا تظهر إلى سطح بين فترة وأخرى .

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

التغيير السطحي ضحك على الذقون



فاطمة الاغبري
تنتابنا السعادة كثيرا حينما نسمع بأن هناك تشكيل حكومي جديد ونظل نرسم ملامح الحكومة كما نحبها ان تكون ..لكن فرحتنا تلك لا تكن في محلها لأننا وكما سبق فقد ألتسعنا في التشكيل الحكومي  الحالي ((التوافقي))  الذي التم فيه مع احترامي لبعض الوزراء  السيئ مع الاسوء  فجميعهم كانوا مجرد ديكور أمام العالم على وجه العموم وامام الشعب اليمني على وجه الخصوص وكل ذلك تم  من اجل اقناع الجميع بأنهم يسيرون في طريق التغيير المنشود الذي سيقود اليمن الى مرحلة أفضل مما هي عليه  بينما الحقيقة عكس ذلك تمام لأن التغيير الذي حصل سابقا هو تغيير فقط لوزراء بحيث اصبحت الحكومة التي كان يستحوذ عليها المؤتمر الشعبي العام إلى  حكومة توافقية تظم  اللقاء المشترك الذي كان يمثل طرف الثورة ، والطرف الآخر يظم المؤتمر الشعبي العام  وحلفاءه ، وعلى الرغم من الفوز العظيم الذي حققته ثورة 11 فبراير /2011م   التي  استطاعنا  من خلالها أن نأخذ  نصف الحكومة من تحت يد المؤتمر الا انه أن اللاعب الفعلي في الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية جميعها لا يزالون هم ازلام النظام السابق  وبتالي نحن لا نستطيع أن نقول بان ماحدث كان هو التغيير الحقيقي المنشود لان ابسط وصف لما حدث هو ضحك على الذقون وهو تغير سطحي قًصد به إسكات الأصوات التي تطالب بالتغيير الجذري في كل الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية .

نحن  بالطبع نرى حقيقة  الوضع الذي وصلنا اليه خلال العامين السابقين والذي لم نلتمس فيه أي نجاح لان معظم الوزراء الذين تم اختيارهم إما مجربين من قبل واثبتوا فشلهم في حكومة سابقة أو انه تم اختيارهم من قبل المشترك واعتقد أن المشترك لم يضع معاير جيدة للاختيار وبتالي فقد ارتكب هنا خطأ فادح  من قبل المشترك كون الكثير كان يحط  عليهم آمال كبيرة خصوصاً وانه كان من المطالبين بالتغير ولكن نحن ليس بصدد الحديث عن موضوع اختيار الوزراء ولكننا هنا نريد الحديث عن من هم بعد الوزراء من وكلاء ومدراء وغيرهم لأنهم هم السبب الرئيسي في عدم حدوث أي تغيير داخلي في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية كونهم بقوا أنفسهم الذين عرفوا بفسادهم المستشري وهم وحدهم من لا يزالون يحتلون مناصب كبيرة ويتحكمون بأمور كثيرة ..  ومع الأسف ففسادهم هذا زاد وكبر في ظل حكومة الوفاق وهو ما جعلنا إلى اليوم لا نلتمس أي تغيير .


نحن كنا نعتقد انه وبعد تشكيل حكومة الوفاق سيكون هناك تغيير جذري وبالتوافق ولكن مع الأسف عندما نذهب إلى أي  وزارة أو أي مرفق او هيئة حكومية سنجد الوضع لم يتغير نهائيا وأن الموظفين هناك لا يعرفون من وظائفهم سوى الرواتب التي يستلمونها بينما الخدمات التي يفترض أن يقدموها للمواطنين فهم بعيدين عنها كل البعد .

قد ربما سأجد هنا من  سيقول بأن الحكومة توافقيه وبتالي التغيير لابد أن يكون توافقي ونحن هنا لا نتعارض في ذلك وطالما انه توافقي فلا اعتقد بأنه لا يوجد في تلك الأحزاب من يشهد لهم بالنزاهة حتى يتم تغيير الفاسدين بهم بحيث نستطيع ومن خلال ذلك أن نلتمس التغيير الحقيقي على ارض الواقع وأنا هنا أتمنى من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يركز على هذا الموضوع لان تغيير الوزراء ليس وحده الذي يمكن من خلاله أن تغير ولكن التغيير الجذري هو الذي يجب أن يكون وهو الذي سينعكس انعكاس ايجابي على الحكومة بوزارتها وهيئاتها ومؤسساتها .




الأحد، 13 أكتوبر 2013

الحمدي قائد تفتقده اليمن



حاولت مرات عديدة كتابة موضوع في ذكرى اغتيال الشهيد الرئيس الحمدي التي ارتكبت  في 11/10/1977م لكن وفي  كل مرة اكتب فيها  اقوم بحذف كل ما كتبته ويعود السبب في ذلك إلى أنني  وبكل صراحة  اشعر بالعجز حينما اجد نفسي اكتب عن قائد عظيم بحجم الشهيد ابراهيم الحمدي فالكلمات والعبارات  التي سأقوم بتدوينها هنا لن تعطي هذا الرجل حقه وستظلمه كثيراً كونه لا يمكن لهذه  الكلمات أو العبارات أن تعطيه ولو جزء بسيط من حقه .

إن الشهيد إبراهيم الحمدي الذي ولد في 28/7/1943م لم يكن رئيساً عادياً هوى كرسي الحكم لدرجة أنسته شعبه وواجباته تجاه وطنه الذي يعتبر أمانة في عنقه ولكنه كان يرى بأن الشعب والوطن هما  همه الاول والاخير فكان يعمل من اجلهم وقد كان لشهيد الحمدي مشروعه  الوطني الخاص  الذي  ساعده  في أن يعمل على بناء وطن يفتخر به أبناءه  يسوده الأمن والعدل والمواطنة المتساوية  . ولكن و للأسف ولأن هذا المشروع لم يكن يروق  للبعض فقد امتدت أياديهم وارتكبت بحقه جريمة اغتيال ستظل وصمت عار على كل من قام بها وكل من صمت أمامها ولم يتحرك حتى اليوم لفتح ملف تحقيق بشأنه.

على كلٍ كلما تذكرت ما يقوله من عاشوا  فترة حكم الشهيد القصيرة ولكنها الكبيرة من حيث العمل الوطني اشعر بالحسرة  والألم  وأتمنى لو الزمن يرجع بي  للوراء وأعيش فيه تلك الفترة الذهبية  التي تعتبر فخرا لكل يمني كونها تميزت عن كل نظام حكم اليمن .. فاليمن وفي ظل وضعها الحالي  كانت تحتاج لان يوجد رجل وطنيا كالشهيد الرئيس الحمدي ورفاقه  لأنهم وحدهم  وبوطنيتهم وبفكرهم السياسي النظيف   من كانوا سينقذونها من أيادي قوى يدعون حبهم للوطن شعباً وإنسانا وهم في الحقيقة  لا يسعون سوء إلا إلى تمزيق اليمن وتدميره خدمة لمصالحهم التي يدفعون عليها منذ زمن .

نحن نشاهد اليوم تلك القوى التي واجهت ثوار سبتمبر واغتالت  الشهيد الحمدي هي نفسها اليوم من تقوم أيضا بمواجهة  كل من يحمل فكراً وطني يسعى إلى تغيير اليمن بما هو أفضل بحيث تكون اليمن ملك لشعب وليس ملك لعصابة لا تريد سوى مصلحتها .. ليمن يقول فيه القضاء  كلمته دون تمييز بين هذا وذاك .

 إننا بحاجه ماسة إلى قيادات وطنية  قوية يلتف حولها الشعب ويحقق معها الأهداف التي وضعت من اجل اليمن وعلى رأسها الأهداف السبتمبرية الستة التي لم تتحقق حتى يومنا هذا بسبب من يرى إنها أهداف ستتعارض مع مصالحه سوى في الداخل أو الخارج . كما إننا لابد أن نكمل مشروع الحمدي الوطني الذي كان له اثر سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي  خلال فترة حكمه التي استمرت ثلاث سنوات وبضعة أشهر .

في الأخير أقول إن  مسؤولية فتح ملف تحقيق باغتيال الشهيد الرئيس الحمدي ليست مسؤولية التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ولكن هي مسؤولية الجميع لان الحمدي لم يكن ملك خاص لتنظيم بل هو ملك لشعب بأكمله كان يحكمه ولهذا علينا جميعاً إن لا نركن على احد 36 سنة والى اليوم لم نفتح هذا الملف فيا ترى متى سيتم فتحه ؟ ومتى سيفتح أذا ظلينا في كل ذكرى لاغتياله نطالب بذلك ؟