الأحد، 13 أكتوبر 2013

الحمدي قائد تفتقده اليمن



حاولت مرات عديدة كتابة موضوع في ذكرى اغتيال الشهيد الرئيس الحمدي التي ارتكبت  في 11/10/1977م لكن وفي  كل مرة اكتب فيها  اقوم بحذف كل ما كتبته ويعود السبب في ذلك إلى أنني  وبكل صراحة  اشعر بالعجز حينما اجد نفسي اكتب عن قائد عظيم بحجم الشهيد ابراهيم الحمدي فالكلمات والعبارات  التي سأقوم بتدوينها هنا لن تعطي هذا الرجل حقه وستظلمه كثيراً كونه لا يمكن لهذه  الكلمات أو العبارات أن تعطيه ولو جزء بسيط من حقه .

إن الشهيد إبراهيم الحمدي الذي ولد في 28/7/1943م لم يكن رئيساً عادياً هوى كرسي الحكم لدرجة أنسته شعبه وواجباته تجاه وطنه الذي يعتبر أمانة في عنقه ولكنه كان يرى بأن الشعب والوطن هما  همه الاول والاخير فكان يعمل من اجلهم وقد كان لشهيد الحمدي مشروعه  الوطني الخاص  الذي  ساعده  في أن يعمل على بناء وطن يفتخر به أبناءه  يسوده الأمن والعدل والمواطنة المتساوية  . ولكن و للأسف ولأن هذا المشروع لم يكن يروق  للبعض فقد امتدت أياديهم وارتكبت بحقه جريمة اغتيال ستظل وصمت عار على كل من قام بها وكل من صمت أمامها ولم يتحرك حتى اليوم لفتح ملف تحقيق بشأنه.

على كلٍ كلما تذكرت ما يقوله من عاشوا  فترة حكم الشهيد القصيرة ولكنها الكبيرة من حيث العمل الوطني اشعر بالحسرة  والألم  وأتمنى لو الزمن يرجع بي  للوراء وأعيش فيه تلك الفترة الذهبية  التي تعتبر فخرا لكل يمني كونها تميزت عن كل نظام حكم اليمن .. فاليمن وفي ظل وضعها الحالي  كانت تحتاج لان يوجد رجل وطنيا كالشهيد الرئيس الحمدي ورفاقه  لأنهم وحدهم  وبوطنيتهم وبفكرهم السياسي النظيف   من كانوا سينقذونها من أيادي قوى يدعون حبهم للوطن شعباً وإنسانا وهم في الحقيقة  لا يسعون سوء إلا إلى تمزيق اليمن وتدميره خدمة لمصالحهم التي يدفعون عليها منذ زمن .

نحن نشاهد اليوم تلك القوى التي واجهت ثوار سبتمبر واغتالت  الشهيد الحمدي هي نفسها اليوم من تقوم أيضا بمواجهة  كل من يحمل فكراً وطني يسعى إلى تغيير اليمن بما هو أفضل بحيث تكون اليمن ملك لشعب وليس ملك لعصابة لا تريد سوى مصلحتها .. ليمن يقول فيه القضاء  كلمته دون تمييز بين هذا وذاك .

 إننا بحاجه ماسة إلى قيادات وطنية  قوية يلتف حولها الشعب ويحقق معها الأهداف التي وضعت من اجل اليمن وعلى رأسها الأهداف السبتمبرية الستة التي لم تتحقق حتى يومنا هذا بسبب من يرى إنها أهداف ستتعارض مع مصالحه سوى في الداخل أو الخارج . كما إننا لابد أن نكمل مشروع الحمدي الوطني الذي كان له اثر سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي  خلال فترة حكمه التي استمرت ثلاث سنوات وبضعة أشهر .

في الأخير أقول إن  مسؤولية فتح ملف تحقيق باغتيال الشهيد الرئيس الحمدي ليست مسؤولية التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ولكن هي مسؤولية الجميع لان الحمدي لم يكن ملك خاص لتنظيم بل هو ملك لشعب بأكمله كان يحكمه ولهذا علينا جميعاً إن لا نركن على احد 36 سنة والى اليوم لم نفتح هذا الملف فيا ترى متى سيتم فتحه ؟ ومتى سيفتح أذا ظلينا في كل ذكرى لاغتياله نطالب بذلك ؟
                                        


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق