الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

نحن لا ندفع سوى ثمن الصمت على الجرائم


حينما تعاون المجرمون في الداخل وبدعم من دولة إقليمية لا تريد لليمن أن تستقر لتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم  الحمدي  وتصفية عدد من الشخصيات الوطنية ،  صمت الشعب اليمني  تجاه هذه الجريمة البشعة ولم يثور على القتلة  ويطالب بمحاكمتهم بل عاش كعبد تحت حكم رجلاً صعد للكرسي  بالدم وبالخيانة وحكم اليمن مع جماعة كانت له ومع الأسف  عون وسند في الوصول لسلطة وإدارة البلاد 33سنة حيث حولها إلى إقطاعية له ولإفراد عائلته ولكل من حوله ممن يستقوي بهم لأنهم يملكون قوة السلاح والمال والقبيلة .

.. ومن هنا بدأت سلسلة التصفيات وبالمقابل كان هناك الصمت الشعبي  فتولت الجرائم الواحدة تلوه الأخرى معظمها كانت عمليات اغتيالات استهدفت الهامات الوطنية ..عملوا على محاربة كل الشرفاء أثاروا الفتن بين أبناء الوطن الواحد لأنهم كانوا ولا زالوا يؤمنون بسياسة فرق تسد.. نهبوا ثروات البلاد .. رموا في معتقلاتهم الأبرياء وجعلوا من اليمن سجن كبير يتسع لكل الأحرار وكل ذلك يرتكبوه من اجل أن لا يفقدوا قوتهم وعنجهيتهم  حينما يصحوا الشعب ، وحينما يكون هناك يمن يتسع للجميع تسوده العدالة والمواطنة المتساوية .

وفي ثورة 11فبرير2011 الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي خرجت ترفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام وخرج فيها الأحرار والحرائر باشر النظام اليمني  بقتلهم واختطاف الكثير منهم وإخفائهم فمن منا ينسى مجزرة جمعة الكرامة التي وقعت في داخل ساحة التغيير وتم القتل فيها بطريقة بشعة جداً  ، ومن ينسى مجزرة كنتاكي التي واجه فيه الشباب السلميين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة  ، ومن ينسى مجزرة القاع ، ومجزرة عصر، ومجزرة ملعب الثورة ومجزرة مسيرة الحياة وغيرها من المجازر البشعة التي ارتكبت بحق أبناء هذا الوطن التواقين للحرية والكرامة  ؟ اعلم جيداً بأنكم جميعاً لم تنسون تلك  المجازر لأنها منحوتة في الذكرى ولكن البقاء على ذكرى تلك المجازر لم ولن يفيدنا بشيء فبعد أن أعطيت الحصانة لمن سفكوا الدماء بغية في صون الدماء ازدادت المجازر وعمليات القتل والاختطافات فأرتكبوا مجزرتهم البشعة  بحق جنودنا في ميدان السبعين21/5/2012 وبدءوا بعمليات الاغتيالات للقادة العسكريين المشهود لهم بالنزاهة ونشروا الفوضى في البلاد وقتلوا الجنود في معسكر بشبوه ومارسوا علميات الاختطافات لضيوفنا ولمواطنينا وكان آخر ما حدث هي الحادثة الإرهابية البشعة التي اهتزت لها الوجدان وهي جريمة مستشفى العرضي التي لم ترحم احد لا عسكري ولا طبيب ولا مريض ولا زائر فقد كان قتل منظم احدث الم في داخلنا جميعاً لأننا لم نكن نتوقع أن يصل الوضع إلى ما وصلنا إليه وان يتمادى البعض في جرائمه ليصل إلى جريمة كتلك التي دفع ثمنها أبرياء .

إن ما يحدث اليوم سببه صمتنا جميعاً  على كل الجرائم التي ارتكبت من 2011م وحتى اليوم  فلو كان تحرك الجميع يداً واحده وطالب بضرورة محاسبة كل من تلطخت يده بدماء أبناء هذا الوطن لما تمادى المجرمون  في قتلنا والعبث بأمننا .. كما أن صمتنا على عدم إعلام الرأي العام بنتائج  التحقيقات التي تحدث عقب كل جريمة كان أيضا لها الأثر السلبي في أن يستمر القتلة بممارسة هواية القتل ضدنا .. وسيظل هذا الوضع إلى أن نصحى جميعاً من سباتنا العميق خصوصا وان الموت في اليمن أصبح يوزع بالمجان فإذا لم يكون برصاصة قناص كان بعبوة ناسفة وإن لم يكون بعبوة كان بيد إرهابي وان لم يكن بيد إرهابي كان بطائرة بدون طيار .. لهذا يجب على الإعلاميين والصحفيين أن يقوموا بدور فعال في حشد الرأي العام وتحويل كل قضية إلى قضية رأي عام على أن يكون العمل بمهنية ليس الغرض منه المماحكات السياسية لان الوضع لا يحتاج لذلك ونحن بحاجة إلى أقلام شريفة ومحللين حقيقيين يوضحون حقيقة ما يحدث والى قادة وطنيين يوجهون الشعب ليعلم ما الذي يجب عليه  فعله ليعلم الجميع أنه لم ولن يصمت تجاه الجرائم التي تستهدفه وتستهدف أمنه واستقراره  .