الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

التغيير السطحي ضحك على الذقون



فاطمة الاغبري
تنتابنا السعادة كثيرا حينما نسمع بأن هناك تشكيل حكومي جديد ونظل نرسم ملامح الحكومة كما نحبها ان تكون ..لكن فرحتنا تلك لا تكن في محلها لأننا وكما سبق فقد ألتسعنا في التشكيل الحكومي  الحالي ((التوافقي))  الذي التم فيه مع احترامي لبعض الوزراء  السيئ مع الاسوء  فجميعهم كانوا مجرد ديكور أمام العالم على وجه العموم وامام الشعب اليمني على وجه الخصوص وكل ذلك تم  من اجل اقناع الجميع بأنهم يسيرون في طريق التغيير المنشود الذي سيقود اليمن الى مرحلة أفضل مما هي عليه  بينما الحقيقة عكس ذلك تمام لأن التغيير الذي حصل سابقا هو تغيير فقط لوزراء بحيث اصبحت الحكومة التي كان يستحوذ عليها المؤتمر الشعبي العام إلى  حكومة توافقية تظم  اللقاء المشترك الذي كان يمثل طرف الثورة ، والطرف الآخر يظم المؤتمر الشعبي العام  وحلفاءه ، وعلى الرغم من الفوز العظيم الذي حققته ثورة 11 فبراير /2011م   التي  استطاعنا  من خلالها أن نأخذ  نصف الحكومة من تحت يد المؤتمر الا انه أن اللاعب الفعلي في الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية جميعها لا يزالون هم ازلام النظام السابق  وبتالي نحن لا نستطيع أن نقول بان ماحدث كان هو التغيير الحقيقي المنشود لان ابسط وصف لما حدث هو ضحك على الذقون وهو تغير سطحي قًصد به إسكات الأصوات التي تطالب بالتغيير الجذري في كل الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية .

نحن  بالطبع نرى حقيقة  الوضع الذي وصلنا اليه خلال العامين السابقين والذي لم نلتمس فيه أي نجاح لان معظم الوزراء الذين تم اختيارهم إما مجربين من قبل واثبتوا فشلهم في حكومة سابقة أو انه تم اختيارهم من قبل المشترك واعتقد أن المشترك لم يضع معاير جيدة للاختيار وبتالي فقد ارتكب هنا خطأ فادح  من قبل المشترك كون الكثير كان يحط  عليهم آمال كبيرة خصوصاً وانه كان من المطالبين بالتغير ولكن نحن ليس بصدد الحديث عن موضوع اختيار الوزراء ولكننا هنا نريد الحديث عن من هم بعد الوزراء من وكلاء ومدراء وغيرهم لأنهم هم السبب الرئيسي في عدم حدوث أي تغيير داخلي في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية كونهم بقوا أنفسهم الذين عرفوا بفسادهم المستشري وهم وحدهم من لا يزالون يحتلون مناصب كبيرة ويتحكمون بأمور كثيرة ..  ومع الأسف ففسادهم هذا زاد وكبر في ظل حكومة الوفاق وهو ما جعلنا إلى اليوم لا نلتمس أي تغيير .


نحن كنا نعتقد انه وبعد تشكيل حكومة الوفاق سيكون هناك تغيير جذري وبالتوافق ولكن مع الأسف عندما نذهب إلى أي  وزارة أو أي مرفق او هيئة حكومية سنجد الوضع لم يتغير نهائيا وأن الموظفين هناك لا يعرفون من وظائفهم سوى الرواتب التي يستلمونها بينما الخدمات التي يفترض أن يقدموها للمواطنين فهم بعيدين عنها كل البعد .

قد ربما سأجد هنا من  سيقول بأن الحكومة توافقيه وبتالي التغيير لابد أن يكون توافقي ونحن هنا لا نتعارض في ذلك وطالما انه توافقي فلا اعتقد بأنه لا يوجد في تلك الأحزاب من يشهد لهم بالنزاهة حتى يتم تغيير الفاسدين بهم بحيث نستطيع ومن خلال ذلك أن نلتمس التغيير الحقيقي على ارض الواقع وأنا هنا أتمنى من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يركز على هذا الموضوع لان تغيير الوزراء ليس وحده الذي يمكن من خلاله أن تغير ولكن التغيير الجذري هو الذي يجب أن يكون وهو الذي سينعكس انعكاس ايجابي على الحكومة بوزارتها وهيئاتها ومؤسساتها .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق