الأربعاء، 20 يناير 2010

النظام المصري لا يقل سوءا على الفلسطينيين من إسرائيل

بقلم / فاطمة الاغبري
شعب مصر شعب عظيم وتاريخه تاريخ رائع لا مثيل له وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يختلف عنها فلمصر مواقف كثيرة وقوية تجاه امة العرب والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
فهم لم يكونوا يتركوا قطرا عربيا إلا وقدموا له الكثير من الدعم والمساندة، ولكن وبعد هذا التاريخ البطولي الكبير من الدفاع المستميت عن القضية الفلسطينية يأتي النظام المصري اليوم ليقوم بأفعال لا إنسانية تجاه إخواننا في قطاع غزة المحاصر ويمحي من خلالها ما فعله العديد من الشهداء تجاه هذه الأرض.. يمحي من خلالها ما فعله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هذا الرجل الذي لو كان موجوداً في ظل هذه الأوضاع لما جعل قطاع غزة يعيش محاصراً من قبل دولة والعدو الصهيوني المحتل ولما قام بما يقوم به اليوم نظام مبارك المهترئ الذي يضع يده في يد قاتلي أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وشبابنا في قطاع غزة المحاصرة.
في حرب غزة 2008 كان لنظام مصر وبدون أي فخر مواقف كثيرة رأينا من خلالها أنها لا تصب غير في مصلحة إسرائيل فمن منا ينسى تلك الصورة التي رأيناها لأبناء غزة المحاصرة وهم يقفون أمام معبر رفح مطالبين السلطات المصرية بفتح المعبر وذلك حتى يتسنى لهم نقل جرحاهم والحصول على مستلزماتهم من مأكل ومشرب.. من منا ينسى ذلك الموقف الذي أهان نظام مصر وجعله محتقرا من الكل، طبعاً باستثناء إسرائيل التي لا ترى غير الخير من هذا النظام.
ولم تقف جرأة النظام المصري عند إغلاق معبر رفح وحسب بل تطور الأمر قليلاً ووصل إلى منع قافلة شريان الحياة 3 والتي تحمل مساعدات لإخواننا في غزة من سبعة عشر دولة من دخولها إلى قطاع غزة عبر ميناء نويبع وذلك ربما لأنها كانت تحمل المساعدات للقطاع ولو كانت هذه القافلة تحمل صواريخ لقتلهم لما ترجعوا في منعها من الدخول لطالما وانه يخدم العلاقات المصرية الاسرائيلية.
طبعاً السلطات المصرية عللت سبب عدم السماح للقافلة بالدخول عبر ميناء نويبع وذلك لأنه غير مخصص لدخول المساعدات الإنسانية للقطاع بينما ميناء العريش هو المخصص لدخول تلك المساعدات إلى القطاع وأنا لا اعرف ما هو الفرق بين الميناءين فكلاهما يقبعان تحت سيادة مصر والمساعدات لو كانت دخلت عبر الميناء الأول لما تسبب ذلك في الأضرار بالأمن القومي المصري ولكن السلطات المصرية لم تكن تريد من ذلك حماية سيادة ولا يحزنون ولكنها كانت تريد إذلال شعب غزة ومعاقبته قافلة شريان الحياة التي أجبرتها على تغير مسارها وتحميلها خسائر تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات.
مسلسل جور النظام المصري على شعب غزة لازال مستمرا فهو لم ينته عند إغلاق معبر أو ميناء بل توسع فعلاَ ووصل إلى بناء جدار فولاذي تحت الأرض الهدف منه فرض عقوبات أخرى على قطاع غزة المحاصرة وإتباع سياسة التجويع الإذلال تجاه هذا الشعب الذي لم يخطئ يوماً بحق النظام المصري ولا حتى تجاه الشعب المصري بل على العكس فهم يكنون كل الحب والود لهذا الشعب
إن ما يقوم به النظام المصري اليوم تجاه إخواننا في غزة ما هو إلا فضح لنوياهم تجاه هذا الشعب الذي بعاني الكثير من المعاناة.












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق