السبت، 10 يناير 2015

رسالتي إلى جماعة الحوثيين ( أنصار الله )


فاطمة الاغبري
في 11 فبراير 2011م  خرج العديد من أبناء الشعب اليمني يطالبون بإسقاط نظام عاث في الأرض فساداً ثلاثة وثلاثون عاماً وهذا المطلب وغيره من المطالب الشرعية   لم تأتي من فراغ أو لتقليد ما حدث في تونس ومصر كما يحاول الترويج له البعض ممن خافوا على مصالحهم .. فالوضع الذي عشناه لم يكن وضع يرضي الكثير ممن يريدون الحرية والعدل وينشدون الدولة المدنية الحديثة .
في الثورة ومن خلال ساحات التغيير لم نكن  نهتم لمن يُسير المسيرات الثورية و كان كل ما يهمنا هو أهداف تلك المسيرات ومدى خدمتها لثورة التي خرجنا لأجل تحقيق أهدافها..  كنا نخرج  في مسيرات مع اللجنة التنظيمية التي تكونت بغمضة عين من أحزاب اللقاء المشترك ومن جماعتكم وكذلك كنا نشارك في المسيرات التي تدعوا لها  جماعة الحوثيين كنا نناضل معكم  ولم نهتم حينها عندما كانا نُتهم بعدها بأننا حوثيين وأننا من أتباع النظام السابق وبأننا مندسين في هذه الثورة وكل ما كنا نقوم به هو المواجه والدفاع عنكم  والوقوف معكم لأنكم كنتم جزء لا يتجزأ من ثورتنا وأهدافكم أهدافنا ومطالبكم مطالبنا وحياتكم حياتنا وفرحتكم فرحنا وحزنكم حزننا  بالإضافة إلى ذلك  كنا نعلم مقدار الظلم الذي تعرضتم له خلال ستة حروب خسرتم فيها منازلكم و الكثير من أصدقائكم وأهلكم ونزحتم إلى العديد من المناطق وسجن العديد منكم لمجرد الاشتباه به انه حوثي أو لمجرد اللقب.. تلك الحروب التي  أعلنها عليكم المجرم علي صالح  ونفذها على محسن بحرب أكلت الأخضر واليابس في صعده ومناطق يمنية أخرى وحصدت أرواح الكثير موزعين بين أطفال ونساء وشباب وشيوخ .

  على العموم استمرت الثورة واستمرت الاتهامات  فيها وإتباع سياسة فرق تسد التي كان يقوم بها احد الأطراف ضدكم وضد الشباب الذين ينحازون إليكم ممن كانوا يرونكم بأنكم على حق في مطالبكم برفض للمبادرة وإعطاء حصانة للقتلة وتكوين حكومة توافقية بذلك الشكل الذي ضرب بأهداف ثورتنا عرض الحائط .
المهم كنت في ذلك الوقت معجبة كثيراً بكم لأنكم  استمريت في خروجكم السلمي لشارع رغم كل شيء ورغم حملات التشويه التي كانت تطالكم عبر الإعلام المسيس وعبر الصحفيين والنشطاء الذين كانوا يخدمون الغير من أجل المصالح ، وكنت أكثر إعجاب بكم عندما تعاونت مع المدنيين أمثال النائب احمد سيف حاشد والعديد من الوجوه المدنية  وكنتم تخرجون لا ترفعون شعارات الموت وكل ما كنتم ترفعوه شعارات نتوحد جميعاً تحتها .. الله ما أروعها من أيام كنا نشترك  فيها على رفض الظلم ورفض ما  كل ما يحدث تحت اسم ثورة الشباب الشعبية السلمية  .. كنا جميعاً نرفض الإقصاء الذي يتبعونه في حكومة التوافق ونرفض التوظيف التي كان يقوم به حزب الإصلاح لأتباعه  في أكثر من مكان مستغلين الثورة التي أوصلتهم إلى تلك المناصب  .. كنا معاً نرفض الفساد وصمت النظام على ذلك ..نرفض حكومة لم تستطيع أن تغير شيء على ارض الواقع  .. هل تذكرون شعار ديمه وخلفنا بابها والله ما نرضى بها؟!! .. هل تذكرون شعارات كثيرة كنا نصرخ بها معاً وتتواحد اصواتنا لتكون صوت قوي يسمع كل من به صمم في هذه الحكومة  .. كم كُنتم رائعون حينما كنا نخرج معكم وانتم لا تحملون الأسلحة وكم كُنتم رائعون حينما كنتم تقبلون برأي الجميع وتسمعون إذا نصحوكم بشيء وتعملون على تغيره من أجل أن نكون يداً واحدة في أمور كثيرة .

اليوم يا جماعة الحوثيين ( انصار الله ) لم تعدوا اؤلئك المظلومين في هذا الوطن ولم تعدوا تهتمون برأي الناس فيكم .. فالمواطن والوطن اليوم يشكي ويبكي ويتألم من تصرفاتكم وانتهاكاتكم التي أصبحت لا تطاق بالبت، فما كنتم تنتقدوه بالأمس اليوم تمارسوه وبصورة أكثر بشاعة ، وأصبحتم مع الأسف الشديد اليوم  تبررون تلك الأفعال كما كان يفعل من سبقوكم بل وأكثر.. فقولوا لي بالله عليكم ماهذا كل الذي تقومون به ؟ هل هذا هو الذين كُنتم تريدونه وتسعون له طيلة الفترة الماضية  ؟ بالأمس كانت قناة سهيل لحزب الإصلاح قناة تحشد الرأي العام ضدكم وضد كل من يختلفون معهم واليوم قناة المسيرة التابعة لكم  تمارس نفس تلك  السياسية القذرة  .. بالأمس كان حزب الإصلاح يعين إتباعه في كل مكان واليوم انتم تمارسون نفس ذلك العمل ولكن بصورة أكثر قباحه .. بالأمس كان شباب الإصلاح يهجمون علينا لمجرد أننا انتقدنا سياستهم وتصرفاتهم ويتهمونا بأننا حوثيين وأننا من أتباع صالح ، واليوم انتم أيضا تهاجمون كل من ينتقد تصرفاتكم وتتهمونه بأنه داعشي وانه عميل لأمريكا.. بالأمس انتقدتم سجون الفرقة التي  كان يزج بها الشباب واليوم انتم لكم سجونكم ولكم طريقتكم في مواجهة كل من يقف ضدكم .
بالأمس رفضتم حمل السلاح في ساحات التغيير هل تتذكرون ذلك ؟ واليوم مليشياتكم تنتشر في كل مكان تحمل السلاح وتهدد السلم الاجتماعي وهناك من يستخدم هذا السلاح الاستخدام السيئ لتهديد الناس وفرض ما يريدونه بالقوة .. بالأمس كنا بالنسبة لكم الانقياء والاحرار والثوار والأبطال الذين لا يخافون من قول الحق وذلك لاننا كنا ننتقد همجية الاصلاح دون خوف ، واليوم أصبحنا بالنسبة لكم ولاننا ننتقدك أخطاءكم  شياطين وأعداء يجب مواجهتنا بكل ما أوتيتم من قوة .
فيا ترى هل يرضيكم أن يُسجل التاريخ بأنكم كنت سبباً رئيسيا في دمار هذه البلاد ؟
هل انتم راضون  بأن تكون مليشياتكم( اللجان الشعبية )  المتواجدة بطريقة غير قانونية في الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية  هي المتحكمة بكل شيء ؟
هل انتم راضون بانتهاكات من يطلقون على نفسه اسم اللجان الشعبية بحق أبناء هذا الشعب ؟
هل انتم راضون على أنفسكم بأن تتحولوا من مظلومين إلى ظالمين لا يميزون بين الحق والباطل  ؟
هل انتم راضون على إعلامكم وعلى بعض شبابكم الذين أصبحوا لا يقلون سوء على من سبقوهم ممن يصفقون للباطل ويرفضون تقبل الآراء الذي تختلف معهم  ؟
هل انتم راضون بسياستكم إقصاء الأخر ؟
هل انتم راضون بأن تحلوا انتم محل الدولة بدلاً من تقويتها وجعلها دولة تستطيع مواجهات كل شيء  ؟
هل انتم راضون أن نتحول إلى شعب نتناحر فيما بيننا من اجل المصالح ويصبح الدم هو اللغة التي بيننا  ؟
هل انتم راضون على سقوط مصداقيتكم بين الناس الذين كانوا يعتقدون أن قضيتكم بالفعل هي الوطن والمواطن وان مطالبكم الثلاثة التي خرجتم من اجلها قبل إسقاط العاصمة تحت اسمها لم تكن هي القضية التي تسعون لأجلها وإنما كان هناك شيء مبيت كنتم تسعون إليه خصوصا بعد أن ظهر بأن علاقتكم بالنظام السابق علاقة أصبحت قوية وأصبحتم انتم وهم تعيدون الفاسدين والمجرمين إلى السلطة وتقولون بعدها كفاءات  ؟
هل انتم راضون بفتح جبهات القتال في أكثر من محافظة تحت اسم ثورة وتجعلون الإخوة يتقاتلون فيما بينهم البين  ؟
هل الثورة بالنسبة لكم دم وسيطرة وتحدي بقوة السلاح ؟

أنا اليوم أريد أن أقول لكم يجب عليكم أن تتعظوا مما حدث في السابقين فعلي صالح وأعوانه ظلموا واستقووا علينا وربنا أسقطهم بيد من كانوا بالأمس وهو يداً بيد يأكلون بصحن واحد ويجتمعون في ديوان واحد، وحينما صعد الإصلاح وجماعة اللقاء المشترك للحكم أيضا نسوا ما حدث في الماضي ومارسوا كل ما كنا نرفضه فأتيتم انتم وأسقطوهم وحليتم محلهم واليوم انتم تمارسون أقبح ما كان يمارسه السابق والأسبق وبتالي إذا لم تراجعوا حساباتكم وتتعظوا من الماضي فأن سقوطكم سيكون أقبح من السابقين ولن ينفعكم السلاح فالدنيا دواره والله قادر على كل شيء .
انتم إذا كنتم بالفعل تريدون دولة وتهمون المواطن والوطن  فيجب عليكم أن تعملوا على ذلك فاليمن ليست ملكي أو ملككم أو ملك المجرم علي صالح أو جماعة اللقاء المشترك اليمن ملكنا جميعا وان تكون مستقره هذا سينعكس علينا جميعاً وسنعيش فيها جميعا بأمن واستقرار مثلنا مثل الدول الإقليمية والدولية التي تسير بالنظام والقانون .. كما يجب عليكم من أجل محاربة الفاسد الذين تدعون إليه أن تبدوا بمحاربته بطريقة صح فعليكم أولا البدء بالقضاء هذا المكان الذي يمكن أن يحاسب الفاسدين ويوقفهم عند حدهم فأن صلح .. صلح كل شيء في اليمن ، ويجب عليكم أن تسحبوا مليشياتكم من العاصمة وبقية العواصم وتسلموها للجيش لأنه وحده من له الصفة القانونية في الانتشار بالشوارع ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ، وعليكم أيضا إيقاف إثارة الفتن بين المواطنين عبر اعلامكم الذي تمتلكونه، وعليكم التوقف على سياسة إسقاط المحافظات والسيطرة عليها تحت اسم محاربة الفساد والإرهاب .
في الأخير أتمنى منكم مخاطبة الإنسان والوطنية  في داخلكم بعيداً عن التعصب المذهبي الذي سيودي بنا إلى التهلكة والوضع الذي نحن فيه خير دليل على ذلك  .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق