الجمعة، 7 يونيو 2013

تباً لحكومة لا تحمي ابنائها المغتربين




فاطمة الاغبري
إن الظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها اليمن منذ سنوات كثيرة  أجبرت  ملايين اليمنيين على
 ترك أوطانهم  وأهلهم وأغلى ما عندهم والاغتراب إلى الدول المجاورة وقد كان للملكة العربية السعودية نظرا لتقارب الحدودي بيننا  الحظ الأكبر في دخول اكبر عدد ممكن من المغتربين الذين يدخلون إما بطرق شرعية أو غير شرعية ولكن طريقة الدخول تلك  ليست بمبرر لما يتعرض له المواطن اليمني هناك من انتهاكات يندأ لها الجبين ويتفطر لها القلب فكم من المواطنين اليمنيين سُلبت  ابسط حقوقهم ، وكم من معتقل عُذب بطُرق وحشية لا تمت للإنسانية بأي صلة .. طرق ترفضها كل الشرائع السماوية والمعاهدات والمواثيق الدولية  ، وكم من المواطنين ذهبوا بكامل قواهم الجسدية وعادوا إلى أرض الوطن  وهم إما جثث تشكوا قهر ذلك الوضع الذي أوصلهم إلى ما وصلوا إليه وحرمهم من حقهم في الحياة  ،أو يصبحون مجرد  جثث تدفن هناك في الغُربة  ويضل أهلها ينتظرون على أمل وصولهم خصوصاً وأن معظم الجثث لا تقوم المملكة بتسليمها أو حتى إبلاغ الجهات الحكومية عنها ولعل السبب في ذلك هو عدم احترامهم  للمواطن اليمني الذي ينظرون إليه بنظرة قاصرة تختلف عن أي نظرة ينظرونها للمغتربين الآخرين .. وأنا هنا احمل الحكومة اليمنية التي لم تعمل لنا أي احترام في أي مكان ..فالمواطن اليمني وللأسف مهان في داخل وطنه وخارجه  .
طبعاً المؤلم في الأمر هو الصمت القاتل الذي يؤلمنا جميعاً من قبل حكومتنا الموقرة  التي لم تهتم  لما يعاني منه المغترب اليمني  ولعل السبب في ذلك يعود إلى خوفها من أن تخسر شيء ما أو أنها تشعر بأنها لا تملك أي حق في الدفاع عن أبنائها كونها قد تكون تعهدت بذلك للشقيقة الكبرى وأعطتهم الضوء الأخضر لممارسة ما يحلوا لهم في أبناء وطننا المغتربين هناك .
إن وضع المغترب اليمني في السعودية يزداد سوء يوم بعد يوم وكنا نتوقع انه وبعد ثورة التغيير سيتغير حتى وضع المغترب في الخارج ولكن على العكس فقد ازداد سوء خصوصا في ظل وجود حكومة ضعيفة كحكومة الوفاق الوطني التي لم تستطيع أن تحمي حق المواطن اليمني في الداخل  .. أنا فعلا استعجب ألا تشعر حكومتنا المبجلة بضرورة واجبها بالتحرك من اجل حماية أبنائها مهما كان أخطائهم  ؟!!! ألا تستطيع  اتخاذ موقف قوي يخدم أبنائها المغتربين  ؟!!! إن الحكومة وللأسف لا تعرف أن ترحيل المغتربين من المملكة العربية السعودية إلى اليمن في ظل عدم وجود أي حل لهم سيجعل منهم قنبلة موقوته جاهزة للانفجار  في أي وقت.. إضافة إلى أنهم سيتحولون إلى لعبة سهلة بيد المستغلين الذين ينتظرون بيئة كهذه للاصطياد فيها واستغلال أبنائنا في ظل حاجتهم  للقيام بعدة أعمال قد تكون على رأسها الأعمال الإرهابية التي تضر بأمن واستقرار البلد في الداخل والخارج خصوصاً في ظل هذا الوضع الغير مستقر.
لهذا على حكومتنا ممثلة بالجهات المعنية على رأسها وزارة شؤون المغتربين التي لم نرى منها أي خير ضرورة السرعة في معالجة أوضاع المغتربين هناك إضافة إلى الضغط على المملكة العربية السعودية بحكم العلاقات بضرورة التصرف بحكمة تجاه أبنائنا والتعامل معهم بإنسانية وفقا للقوانين والمواثيق الدولية ووفقا لشريعة الإسلامية التي ترفض ذلك التعامل كما يجب على منظمات المجتمع المدني والمحاميين والحقوقيين العمل جاهدين من اجل إيقاف تلك الممارسات اللاقانونية  إضافة إلى ضرورة تكوين لجنة تحقيقات محايدة تحقق في حالات الانتهاكات التي تعرض لها كل مواطن يمني على الأراضي السعودية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق